9 مصاحف

جواهر القران لأبي حامد الغزالي

 كتاب جواهر القرآن أبو حامد الغزالي

 

110.ب مم

تشقق السماوات وتكور الشموس /ثالثة 3 ثانوي مدونة محدودة /كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني التجويد /من كتب التراث الروائع /فيزياء ثاني2 ثانوي.ت2. /كتاب الرحيق المختوم /مدونة تعليمية محدودة رائعة / /الكشكول الابيض/ثاني ثانوي لغة عربية ترم اول يليه ترم ثاني ومعه 3ث /الحاسب الآلي)2ث /مدونة الأميرة الصغيرة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مدونة السنن الكبري للنسائي والنهاية لابن كثير /نهاية العالم /بيت المعرفة العامة /رياضيات بحتة وتطبيقية2 ثانوي ترم ثاني /احياء ثاني ثانوي ترم أول /عبدالواحد2ث.ت1و... /مدونة سورة التوبة /مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة الطلاق7/5هـ /الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي /المكتبة التعليمية 3 ثانوي /كشكول /نهاية البداية /مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية /الديوان الشامل لأحكام الطلاق /الاستقامة اا. /المدونة التعليمية المساعدة /اللهم أبي وأمي ومن مات من أهلي /الطلاق المختلف عليه /الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي الهندسة بأفرعها / لغة انجليزية2ث.ت1. / مناهج غابت عن الأنظار. /ترم ثاني الثاني الثانوي علمي ورياضة وادبي /المنهج في الطلاق/عبد الواحد2ث- ت1.  /حورية /المصحف ورد ج /روابط المواقع التعليمية ثانوي غام /منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام /لَا ت /قْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِفيزياء 2 ثاني ثانوي.ت1. /سنن النكاح والزواج /النخبة في /مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018 /مدونة المدونات /فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث /ترم اول /الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول /السيرة النبوية /اعجاز الخالق فيمن خلق /ترجمة المقالات /الحائرون الملتاعون هلموا /النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق. /أصول الفقه الاسلامي وضوابطه /الأم)منهج ثاني ثانوي علمي رياضة وعلوم /وصف الجنة والحور العين اللهم أدخلنا الجنة ومتاعها /روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام /البداية والنهاية للحافظ بن /كثبر /روابط مواقع تعليمية بالمذكرات /دين الله الحق /مدونة الإختصارات /الفيزياء الثالث الثانوي روابط /علم المناعة /والحساسية /طرزان /مدونة المدونات /الأمراض الخطرة والوقاية منها /الخلاصة الحثيثة في الفيزياء /تفوق وانطلق للعلا /الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث /الاستقامة أول /تكوير الشمس /كيمياء2 ثاني ثانوي ت1. /مدونة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مكتبة روابط ثاني /ثانوي.ت1./ثاني ثانوي لغة عربية /ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول /اللغة الفرنسية 2ثانوي /مدونة مصنفات الموسوعة الشاملة فهرسة /التاريخ 2ث /مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني /كتاب الزكاة /بستان العارفين /كتب 2 ثاني ثانوي ترم1و2 . /ترم اول وثاني الماني2ث

Translate

الجمعة، 23 أبريل 2021

فأعظم من الذنب أن يظن العاصي أن الله لا يغفر الذنب، وأن ييأس من المغفرة

 

 السؤل لاسلام ويب

قرأت هنا العديد من الفتاوى عن أن التوبة يمكن قبولها حتى إن قمت بالعودة إلى نفس المعصية مرة أخرى ولكني أخجل من الله تعالى لأني طلبت مغفرته عندما تبت أول مرة ووعدته بأني لن أعود لمعصيته. ولكني ضعفت، فبالرغم من أني نادمة ولا أكف عن البكاء إلا أني لا أعلم هل هذا صدق أم نفاق، وأخاف طلب مغفرة الله. الصلاة هي أصعب شيء أفعله من كثرة خجلي من الله، لا أعلم ماذا أفعل وكيف أتصرف, هل سيسامحني الله بعد أن أضعت فرصة أخرى لأن أكون قوية على نفسي ولأن أرضيه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأعظم من الذنب أن يظن العاصي أن الله لا يغفر الذنب، وأن ييأس من المغفرة وهذه هي التي يود إبليس أن يفوز بها، وكيف ييأس من المغفرة من له رب رحيم ألم تعلمي قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. رواه مسلم.

 فهذا مما يبعث الأمل في النفس فباب التوبة مفتوح والرب سبحانه رحيم وعد من تاب بالمغفرة بل ونهى من أسرف على نفسه وتكرر منه الذنب نهاه عن اليأس من قبول توبته مهما عظم ذنبه وتكرر منه. فقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}.

فإن الله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره فرحمته وسعت كل شيء. والتائب حبيب لله وإن تكرر منه الذنب ما دام يتوب ويرجع ويندم ويشعر بالتقصير فإن ضعف بعد ذلك- ومَنْ مِن الخلق لا يضعف- فعمل الذنب نفسه أو ذنبا غيره ثم ندم وتاب غفر الله له. وهذه الحقيقة ظاهرة في هذا الحديث الصحيح العظيم.

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ. رواه مسلم.

فما دمت نادمة على الذنب فتوبي وأبشري ولا تقنطي من رحمة الله فتلك وساوس من الشيطان حتى يبعدك عن باب مولاك الغفور الرحيم الذي هو أرحم بك من والدتك ووالدك والناس أجمعين.

 ففي صحيحي البخاري ومسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا.

فهذا هو ربك وهذه هي رحمته وعفوه. وهذا كلامه ووعده بالمغفرة لمن تاب وإن تكرر ذنبه. وهذا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك. فلماذا تتركين كل هذا وتستمعين لأقوال الشيطان ولرغبته في إبعادك عن باب مولاك. لا شك أن هذا من الظن السيئ الذي لا يليق بمسلم يخاف ربه ويرجو رحمته أن يظنه بربه الرحيم. وإليك هذه البشرى أيضا.

قَال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. رواه أحمد والترمذي وحسنه وصححه الألباني.

فماذا تنتظرين ؟ توبي وأبشري واجتهدي في العمل والدعاء وصاحبي الصالحات فهن من أكبر العون للمسلمة على التوبة. ودعي عنك هذه الوساوس واقطعي طريق الشيطان وتذكري وعد الله تعالى لمن عمل أكبر الكبائر كالشرك والقتل والزنا بأنه سيبدل سيئاتهم حسنات. إن هم تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات. قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا*وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا.  {الفرقان: 68،69،70،71}.

ومما يجب أن تعلميه أن فرص التوبة لا تضيع أبدا إلا بعد طلوع الشمس من مغربها، أو حين تبلغ الروح الحلقوم ويغرر الميت فحينئذ يغلق باب التوبة. وأما قبل ذلك فأبواب التوبة مفتوحة على مصراعيها. وإن تكرر الذنب. وفرصتك في التوبة لم تزل موجودة على حالها. ومن أعظم الأدلة على ذلك توبة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم تاب فتاب الله عليه- ولا أظن أن ذنبك قد بلغ هذا المبلغ حتى تيأسي - وقصة هذا الرجل ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لنستبشر ولا نيأس من قبول توبتنا مهما بلغ الذنب.

 ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ لَا، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ.

 فهنيئا للتائب الصادق الذي يُتبِع سيئاته بحسنات ماحية، ولا تبتعدي عن الصلاة بل قفي بين يدي ربك بحياء ووجل ورجاء وتفاؤل. فالصلاة من أعظم الأعمال التي تكفر الذنوب. كما قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. {هود: 114}.

وأظن أن هذه المبشرات جميعا تدعو إلى التوبة والتفاؤل وعدم الوقوع في وساوس الشيطان. وهذا ما يجب أن تعمليه، وراجعي هذه الفتاوى لمزيد من الفائدة: 1882، 2189، 2969، 8065.

 والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

https://www.islamweb.net/content/img/ico-fatawi.png

الخوف من عدم الاستمرار على الطاعة والعودة للمعاصي

https://www.islamweb.net/content/img/ico-fatawi.png

من نشر خيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يقرأه أحد، فهل له من ثواب؟

https://www.islamweb.net/content/img/ico-fatawi.png

هل الندم وحده يكفي لغفران الذنب

https://www.islamweb.net/content/img/ico-fatawi.png

حكم المسلم الذي ينشر الفساد بين المسلمين

https://www.islamweb.net/content/img/ico-fatawi.png

المستمع للغيبة شريك المغتاب

https://www.islamweb.net/content/img/ico-fatawi.png

التحذير من شخص لغرض صحيح لا يدخل في باب الغيبة والنميمة

https://www.islamweb.net/content/img/ico-fatawi.png

التوبة تجب ما قبلها من الذنوب

لا تقنطوا من رحمة الله , لفضيلة الشيخ محمد حسان

 لا تقنطوا من رحمة الله , لفضيلة الشيخ محمد حسان

» لا تقنطوا من رحمة الله «

هذا هو عنوان خطبتنا في هذا اليوم المبارك أسأل الله جل وعلا أن يذلل لى ولكم الصعاب، وأن ييسر لى ولكم الأسباب وأن يفتح لي ولكم الأبواب إنه الحليم الكريم الوهاب.
ونظراً لطول هذا الموضوع فسوف ينتظم حديثى مع أحبابي في العناصر التالية:

أولاً: الدنيا دار ابتلاء وبوتقة اختبار.
ثانياً: خطر الذنوب والمعاصى.
ثالثاً:نداء علوى رقيق.
وأخيراً: فهل من توبة.

فأعيرونى القلوب والأسماع. فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان.

أولا: الدنيا دار ابتلاء وبوتقة اختبار


أيها الحبيب الكريم. من يوم أن وجدت فى هذه الدنيا وأنت مبتلى، وأنت مختبر، إن مَنَّ الله عليك بالمال فأنت في بوتقة اختبار، إن مَنَّ الله عليك بالعافية والصحة فأنت مبتلى .. إن ابتلاك الله بالشك والضيق فأنت مبتلى.
وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ([1]) هذه الدنيا دار إبتلاء وبوتقة اختبار ليست دار قرار وإنما هي دار بلاء ودار زوال.
اسمع إلى الكبير المتعال جل جلاله وهو يقول:
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ([2])
هذا حكم الله جل وعلا على هذه الدار.

فانتبه أيها الحبيب.. ولقد تعمدت أن أبدأ الموضوع بهذا العنصر لينتبه كل غافل وليستعد كل ظالم.. ولينتبه كل مسوف للتوبة ظنا منه أن هذه الدنيا دار إقامة.. ، ودار قرار.. كلا إن الدنيا دار ابتلاء وبوتقة اختيار.. ومهما طالت فهي قصيرة.. ومهما عَظُمَت فهي حقيرة، لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.

استمع إلى حبيبك المصطفى وهو يبين لنا حقيقة هذه الدار في هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة :
يقول الحبيب :(( إِنَّ ثَلاَثَةً نَفُرِ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكاً فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّى الَّذِى قَدْ قَذِرَنِى النَّاسُ([3]).فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِىَ لَوْناً حَسَناً وَجِلْداً حَسَناً قَالَ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الإِبِلُ - فَأُعْطِىَ نَاقَةً عُشَرَاءَ فَقَال:َ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.
فَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ: أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّى هَذَا الَّذِى قَذِرَنِى النَّاسُ.َ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِىَ شَعَراً حَسَناً.قَالَ: فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ.فَأُعْطِىَ بَقَرَةً حَامِلاً وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا قَالَ: فَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ: أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْك؟َ قَال:َ أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَىَّ بَصَرِى، فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاس. فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ .قَال:َ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْغَنَمُ . فَأُعْطِىَ شَاةً وَالِداً فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا - قَالَ - فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ»
اسمع أيها الحبيب : فأرسل الله جل وعلا المَلَك إليهم مرة أخرى لكن الملك ذهب إلى كل واحد منهم على صورته التي كان عليها من قبل فذهب الملك في صورة رجل أبرص إلى الرجل الأول.

يقول المصطفى : « ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِى صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِىَ الْحِبَالُ ([4]) فِى سَفَرِى فَلاَ بَلاَغَ لِىَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِى أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيراً أَتَبَلَّغُ به([5]) فِى سَفَرِى . فَقَالَ الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ . فَقَالَ: لَهُ كَأَنِّى أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ؟ فَقِيراً فَأَعْطَاكَ اللَّهُ؟! فَقَالَ إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِراً عَنْ كَابِرٍ!!»
استمع إيها الحبيب: ألم أقل لك أن الدنيا دار ابتلاء وبوتقة اختبار .. لما أعطاه الله المال نسى أصله ونسى فقره وعجزه وحين ينسى الإنسان أصله.. تعالى..، وتكبر..، واستعلى.. إذا نسى الإنسان أنه كان شىء لا يذكر
أَصْلُك يا ابن آدم من تراب.. وفصلُكَ يا ابن آدم من النطفة..!!
وأصْلُك يوطأ بالأقدام.. وفصلُكَ تطهر منه الأبدان..!!
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ([6])
ورد في مسند الإمام أحمد بسند حسن من حديث بُسر بن جُحاش القرشى أن رسول الله بصق يوماً في كفه فوضع عليها أصبعه ثم قال : قال الله عز وجل :« يا ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ؟ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْت:َ أَتَصَدَّقُ وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ »([7]).
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ([8])
أحبتى في الله نعود إلى الحديث : يقول الملك :
ألم تك أبرص يقذرك الناس ، فقيرا فأغناك الله؟!
فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر !! كلمتان كانت السبب في محو هذه النعمة وفي زوال هذا الخير..يقول له الملك : «إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت »
يعلق الحافظ ابن حجر في الفتح ويقول : وجاء في النص النبوي إن الله عز وجل قد فعل به ورده إلى ما كان إليه أول مرة.
ثم ذهب الملك إلى الرجل الثانى وقال لما مثل ما قال للرجل الأول فرد عليه مثل مارد عليه الرجل الأول فقال له الرجل الأول فقال الملك: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت فصار إلى ما كان كما قال الحافظ ابن حجر، ثم ذهب الملك إلى الرجل الثالث وهو الأعمى فقال:« رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ، شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي؟ فَقَال:َ قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ، وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ ([9]) الْيَوْمَ بشئ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ عز وجل
فَقَالَ الملك: أَمْسِكْ عليك مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رُضِيَ الله عَنْكَ، وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ ([10])
ألم أقل لك أيها الحبيب بأن الدنيا دار ابتلاء.. ألم أقل لك أيها الحبيب بأن الدنيا دار اختبار.
َاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ([11])

أيها الحبيب الكريم : قال لقمان الحكيم لولده: أى بنى إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا استدبرت الدنيا، واستقبلت الآخرة، فأنت على دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها.

أيها الحبيب الكريم.. أيها الشاب .. أيها الوالد الفاضل.. أيتها الأخت الكريمة الفاضلة :

أيها الحبيب الكريم .. الدنيا دار ابتلاء وبوتقة اختبار، وليست دار قرار ، وإنما دار القرار هي الجنة، جنة الكبير المتعال أسأل الله أن يجعلنى وإياكم من أهلها.
هذا بإيجاز عن العنصر الأولى حتى أُعَرِّج على بقية عناصر الموضوع إن شاء الله جل وعلا.

ثانيا : خطر الذنوب والمعاصي

لما كان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان ويعلم ضعفه وفقره وعجزه ويعلم أنه لا يستطيع أن يقنن أو يشرع لنفسه ما يسعده في الدنيا والآخرة. جعل الله للإنسان منهجا يضمن له السعادة في الدنيا والآخرة فقال:

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ([12])
أيها الحبيب
وضع الله للبشرية منهجاً يضمن لها السعادة في الدنيا والآخرة. فمن اتبع منهج الله.
سعد في دنياه وسعد في أخراه، ومن أعرض عن منهج الله وعصى مولاه شقى في دنياه، وهلك في أخراه.
فالمعاصى سبب للشقاء في الدنيا والآخرة.. المعصية سبب للشقاء في الدنيا والآخرة.
الله جل وعلا يأمرك .. فاتمر نهاك فانتهى .. حد لك حدودا لسعادتك فامتثل حدود الله، وأوامر الله.. احفظ الله يحفظك..

يقول الحافظ ابن رجب : احفظ الله بالإمتثال لأوامره والإستجابة لنواهيه والوقوف عند حدوده. إن فعلت ذلك فأنت ممن حفظ أوامر الله تبارك وتعالى.

أيها الحبيب الكريم :

المعصية ابتعاد عن منهج الله، ابتعاد عن حدود الله، تحد لأوامر الله تبارك وتعالى، فمن أخطر آثار المعاصي والذنوب أنها أخرجت الأبوين الكريمين من الجنة. نعم بسبب المعصية. وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ([13]) . فمن الذي أخرج الأبوين الكريمين من الجنة.. وما الذي طرد إبليس من رحمة الله.. وما الذي أهلك قوم فرعون..وما الذي أهلك قوم عاد.. وما الذي أهلك قوم ثمود.. وما الذي أهلك قوم قارون..وما الذي أهلك الَّظلَمَةَ والفَّجَرَةَ والجبابرة في كل عصر وحين.. إنه شؤم المعاصى والذنوب. فالمعاصى سبب للشقاء في الدنيا والآخرة.
وانتبه أيها الحبيب الكريم : فمن أخطر آثار المعاصى والذبوب..

1- حرمان العلم:
يقول عبد الله بن مسعود ، فى قوله تبارك وتعالى:وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ([14])
انتبه.. فإن كثيراً من طلاب العلم يشتكى سوء حفظه وضعف ذاكراته ولو فتشت أيها الحبيب الكريم لعلمت أن السبب هو المعاصى والذنوب.
يقول ابن عباس:
إن للمعصية سواداً فى الوجه، وظلمة في القبر وَوَهَناً في البدن، وضيقاً في الرزق، وبُغضاً في قلوب الخلق، وإن للطاعة : نوراً في الوجه، ونوراً في القلب، وقوة فى البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق.

ويقول ابن مسعود :
إن لأحسب أن الرجل ينسى العلم يعلمه بالذنب يعمله.


لما أراد الشافعى الإمام أن يتلقى العلم على يدى. سيد المسلمين في زمانه الإمام مالك بن أنس بعدما تلقى العربية وفنونها في قبيلة هُذيل. عاد الشافعى يتكلم العربية بلغة فصيحة عجيبة فاغتاظ منه أحد بنى أعمامه وقال: يا شافعى يعز علىّ ألا أرى مع هذه اللغة فقهاً وعلماً. فقال الشافعى: فَعَلَى يَدِ مَنْ أطلب العلم : قال على يد سيد المسلمين، اذهب إلى مالك بن أنس فى مدينة رسول الله ، وانطلق هذا الشاب الزكى العبقري الصغير الذي لم يكن حينها قد جاوز الخامس عشرة من عمره، انطلق الشافعى ليبحث عن كتاب الإمام مالك «الموطأ» فاستعار الموطأ من رجل وعكف الشافعي مع الموطأ فحفظه عن ظهر قلب في تسع ليال. وأخذه في صدره، وانطلق إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وجلس الشافعى الإمام بين يدى أستاذه وشيخه مالك بن أنس وافتتح الشافعى الموطأ من حفظه ، فكلما نظر مالك إلى الشافعى يقرأ الموطأ من صدره أعجب بذكاءه، وبحسن قراءته وقوة حافظته وذاكرته وببلاغته.

يقول الشافعى: فكلما نظرت إلى مالك تهيبت أن أواصل القراءة، فنظر إلى مالك وقد أعجب بحسن قراءتى وحفظى وقال لى :زد يا فتى .. زد يا فتى .. زد يا فتى .. حتى أنهيت الموطأ كله في أيام قليلة. فلما رأى مالك هذا الذكاء وهذا الحفظ من الشافعى قال:

يا شافعى إنى أرى قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.

أحبتى.. ألم أقل إن للطاعة نورا في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق.

ألم أقل كما قال ابن عباس :

إن للمعصية سواداً في الوجه، وظلمة في القلب والقبر، وضيقاً في الرزق، ووهناًَ في البدن، وبُغضاً في قلوب الخلق.

فيا أيها الحبيب الكريم :
اعلم بأن من اخطر أثار الذنوب والمعاصى أن تحرم من العلم، فإن زلت قدمك..، وجاذبتك أشواك الطريق يا طالب العلم فأنت بشر.. لست ملكاً مقرب، ولست نبياً مرسلاً، إنما ورد في الحديث ان رسول الله قال:

« كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ » ([15])
فإن زلت قدمك وجاهدك أشواك الطريق فتب إلى الله، وعد إلى الله واعلم بأنك على الحق إن شاء الله جل وعلا.

2- حرمان الرزق:

فقد ورد في المسند بسند جيد بأن رسول الله قال: «وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ »
قد يقول قائل : ما بال هؤلاء الكفرة الملاحدة يتنعمون بأرزاق الله؟ نقول لقد تكفل الله سبحانه وتعالى برزق الخلق جميعاً من أخذ بالأسباب أعطته الأسباب النتائج بأمر مسبب الأسباب تبارك وتعالى حتى لو أخذ بهذه الأسباب كافر بمولاه.

هذا عهد الله جل وعلا ويتبقى الحساب في ويوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وإذا رأيت الرجل في نعمة الله. فاعلم أنه استدراج له من الله إن كان على معصية مولاه، اسمع إلى الله جل وعلا وهم يقول:أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ ([16])
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ([18])
كلا- كلا ليس الأمر كما تقولون وكما تدعون فليس كل من يسر الله عليه يكون قد فاز برضوان الله وليس كل من ضيُق عليه يكون قد باء بغضب الله .
إذن أيها الحبيب الكريم:
اعلم بأن من عند الله لا ينال إلا طاعته وإياك أن تظن أن ما عند الله ينال بمعصيته، واحراص على أن تأكل الحلال الطيب. فإن العمر قليل، وإن أقرب غائب تنتظره هو الموت، وإن جسداً نبت على السُّحت وعلى أكل الحرام، فالنار أولى به.

فإياك والرشوة، وإياك والحرام، وإياك والباطل، وإنما أدخل على ولدك الحلال الطيب.. ليربى الله لك ولدك التربية الطيبة الصالحة في حياتك وبعد مماتك.

وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا ([19])
دخلوا على عمر بن العزيز وهو على فراش الموت: وقالوا: يا أمير المؤمنين ألا توصى لأولادك بشىء، فلقد أقفرت أفواه بنيك. فقال : أجلسونى، فاجلسوه فقال: فوالله ما ظلمتهم حقا هو لهم، ولم أكن لأعطيهم شيئا لغيرهم، وإن وَصِىّ فيهم اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ([20])

وإنما ولد عمر بين أحد رجلين: إما رجل صالح فالله ستولى الصالحين وإما غير ذلك فلن أترك له ما يستعين به على معصية الله. ادعوا لى بنىّ، فأتوه.

فلما رأهم ترقرقت عيناه وقال: بنفسى فتنة تركتهم عالة لا شئ لهم وبكى، يا بنى إنى قد تركت لكم خيراً كثيراً، لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأوا لكم حقاً. يا بَنِىّ إنى قد خُيرت بين أمرين إما أن تستغنوا وأدخل النار أو تفتقروا إلى آخر يوم الأبد وأدخل الجنة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلىّ، قوموا عصمكم الله، قوموا رزقكم الله.
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا ([21])

3- الذل والهوان:
لا تغتر بأهل الدنيا إن كانوا محادين لله ورسوله.
إن الله يذل العاصى لشهوته.. لكرسيه.. لزوجته..لابنه الضال.. وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذلك المعصيةفي قلوبهم.. يأبى الله إلا أن يذل من عصاه.
يا ابن آدم .. يا من عبدت الكرسى والمنصب الفانى.. إن غرتك قوتك فلم استحكمت فيك شهوتك، وإن غرك غناك فارزاق عباد الله في أرض الله يوماً واحداً.

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ([22])
لا على شرق ملحد، ولا على غرب كافر.وإنما على الله
من أعجب ما قرأت في الحلية لأبى نعيم : أن إبراهيم بن أدهم جلس يوما يأكل بعض قطع اللحم المشوى فجاءت قطة فأخذت قطعة لحم وانصرفت، فجرى وراءها إبراهيم بن أدهم ليراقب الموقف وإذ به يرى القطة تضع قطعة اللحم أمام جُحر مهجور فراقب الموقف بشدة وانتباه فينظر إبراهيم فيرى ثعباناً أعمى يخرج من جحره ليأخذ قطعة اللحم ويرجع مرة أخرى، فبكى إبراهيم بن أدهم ورفع رأسه إلى الرزاق ذى القوة المتين وقال: سبحانك يا من سخرت الأعداء يرزق بعضهم بعضاً.
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
ولكن لما قَلَّت ثقتنا في الرزاق.. وضعف يقيننا فى الرزاق.. رأينا الفسق وباركناه، وفتحنا أندية القمار وزكيناه.. وفتحنا الأبواب على مصراعيها للسياحة الداعرة.. وقنَّنا وشَرَّعنا لهم شرب الخمور في بلاد المسلمين مادام أن المسلمين لا يشربون الخمر فما الضير في ذلك؟‍‍!ما داموا يدخلون لنا الأموال التى حرمها الكبير المتعال جل وعلا.

ليس هناك ثقة فى الرزاق !!والله سبحانه وتعالى يقول:وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ([23]) . الله أكبر

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ([24])

إذن أيها الحبيب الكريم من آثار المعاصى والذنوب .. الذل والذلة والمهانة.. العز في الطاعة.. والذل في المعصية.

المعصية ذلة وذل ومهانة وحقارة وضعف.. ولكن إن تبت إلى الله وعدت إلى الله فأنت كريم على الله .. عزيز على الله جل وعلا.

* وخذوا هذه العبارة التى ينبغى أن تسطر بالنور لا بالذهب من شيخ الإسلام والمسلمين القائم ببيان الحق ونصرة الدين : ابن تيمية رحمه الله وطيب الله ثُراه: يقول:
الأصل في الكبائر التوبة وليس إقامة الحدود.
عبارة عجيبة..إن وقعتَ في كبيرة من الكبائر وسَتَرَكَ الله، استرد على نفسك، وتب إلى الله جل وعلا.. أما إن وصل أَمرُك إلى ولى الأمر وجب عليه حينئذ أن يقيم عليك حد الله، ولا ينبغى أن تأخذنا الشفقة والعطف والرحمة بعينها هى أن يقام حد الله على الجاني، ليموت هذا من أجل أن يحيا المجتمع بأسره.

قال تعالى:وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ([25]) اسمع إلى المصطفى وهو حديث صحيح من حديث ثوبان أنه قال:
«ُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ »([26]).

الأمة الآن في ذل .. بسبب الإعراض عن منهج الله ... أذلها الله لإخوان القردة والخنازير من أبناء يهود.

لماذا؟ لأن الأمة قد تخلت عن أصل عزها وعن نبع شرفها وعن معين كرامتها ووجودها .

فراحت تبحث عن العز والسيادة في الشرق الملحد تارة ، وفي الغرب الكافر تارة أخرى ، فأذلها الله ، وسلط الله عليها ذلاَ لن ينزعه إلا إذا عادت مرة أخرى إلى دين ربها، وإلى كتاب ربها وإلى سنة الحبيب محمد .

ها نحن نرى الأمة الآن ذلت بعد عزة .. وضعفت بعد قوة .. وجَهِلَت بعد علم .. وأصبحت في ذيل قافلة الإنسانية ، بعد أن كانت بالأمس القريب تقود القافلة كلها بجدارة واقتدار .. ونرى الأمة الآن تتسول على موائد الفكر الإنساني، بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب ، منارة تهدى الحيارى وتائهين، الذين أحرقهم لفح الهاجرة القاتل وأرهقهم طول المشى في التيه والظلام ، ونرى الأمة اليوم تتأرجح في سيرها ولا تعرف طريقها التى يجب عليها أن تسلكه ، وأن تسير فيه بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب الدليل الحاذق الأرب في الدروب المتشابكة في الصحراء المهلكة التى لا يهتدي فيها إلا الأدلاء المجربون .

فمن أخطر آثار المعاصى والذنوب « الضنك والضيق » الذي يعيشه الناس

نعم أيها الأحباب :

ورد من حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله قال:

« يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ » ([27])



فانظر أيها الحبيب إلى هذا الحديث العظيم وانظر إلى حالنا وتفكر .. كأن النبي يجسد حال الأمة الآن ..

أظهرنا الفاحشة .. فظهرت الأمراض والأوجاع وانقصنا الميزان .. فأخذنا بالسنين وشدة المؤونة، وهل هناك شدة أكثر مما نحن عليه.

ونقضنا عهد الله وعهد رسوله بعد أن بعدنا عن مصدر عزنا ونبع شرفنا .. فسلط الله علينا الآلام وطمع فينا الضعيف قبل القوى ، والذليل قبل العزيز ، والقاصى قبل الداني ، وسلبت أرضنا .. وضاع قدسنا وراح شرفنا ، وانتهك عرضنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.

«مَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ إلا جعل الله بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ »

وضعنا كتاب الله وسنة رسول الله واستبدلنا بالعبير بعراً والثريا ثرى والرحيق المختوم حريقاً محرقا وشأننا في ذلك كشأن الجعل يتأذى من رائحة المسك الفواح ويحيى ويعيش ويسعد برائحة القذر والنتن في الخلاء والمستراح . وإن لله وإنا إليه راجعون .

وأخيراً من أثار المعاصى والذنوب .. وانتبه لهذه الأخيرة لأنها من أخطر آثار المعاصى والذنوب أيها الشباب .. أيها الأحباب.. أيتها الأخوات الفضليات.. إن إدمان المعصية يؤثر على صاحبها عند الموت فلا يتمكن من النطق بكلمة التوحيد.

والله إن لم يكن من آثار المعاصى والذنوب إلا هذه لارتعدت منها القلوب في الصدور.

يخون القلب واللسان صاحبه العاصى إذا نام على فراش الموت فكيف يوفق بالنطق بلا إله إلا ا وهملجت بهم البراذين فإن ذلك المعصيةفي قلوبهم.. يأبى الله إلا أن يذل من عصاه.

يا ابن آدم .. يا من عبدت الكرسى والمنصب الفانى.. إن غرتك قوتك فلم استحكمت فيك شهوتك، وإن غرك غناك فارزاق عباد الله في أرض الله يوماً واحداً.

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ([22])
لا على شرق ملحد، ولا على غرب كافر.وإنما على الله
من أعجب ما قرأت في الحلية لأبى نعيم : أن إبراهيم بن أدهم جلس يوما يأكل بعض قطع اللحم المشوى فجاءت قطة فأخذت قطعة لحم وانصرفت، فجرى وراءها إبراهيم بن أدهم ليراقب الموقف وإذ به يرى القطة تضع قطعة اللحم أمام جُحر مهجور فراقب الموقف بشدة وانتباه فينظر إبراهيم فيرى ثعباناً أعمى يخرج من جحره ليأخذ قطعة اللحم ويرجع مرة أخرى، فبكى إبراهيم بن أدهم ورفع رأسه إلى الرزاق ذى القوة المتين وقال: سبحانك يا من سخرت الأعداء يرزق بعضهم بعضاً.
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ

 

معني شاء ومشيئة وشيئا من لسان العرب

  شيأ الـمَشِيئةُ: الإِرادة.   شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءة ومَشايةً(1) / (1 قوله «ومشاية» كذا في النسخ والمحكم   وقال شا...